شهد المغرب خلال الفترة ما بين 1930 م و1953 مقاومة سياسية طالبت فيها الحركة الوطنية المغربية بالاصلاحات والمساواة مع الفرنسيين المقيمين بالمغرب، لكن رفض سلطات الحماية لهذه المطالب أدى إلى إندلاع المقاومة المسلحة إبتداءا من سنة 1953 فاسترجع المغرب إستقلاله ليخوض معركة إستكمال وحدته الترابية.
I- ظهور الحركة الوطنية، وتطورها ما بين 1930 و 1939:
لعب الظهير البربري الذي أصدرته سلطات الحماية الفرنسية بتاريخ 16 ماي 1930 ، دورا مهما في بزوغ البوادر الأولىا لتأسيس الحركة الوطنية المغربية، ذلك أن الظهير البربري تضمن مجموعة من المقررات التي إستفزت الشعب المغربي ومن هذه المقررات:
- رغبة فرنسا في إنشاء قضاء عرفي أمازيغي مستقل تمام الإستقلال عن القضاء المغربي الإسلامي.
- إخضاع جزء كبير من البلاد الإختصاصات القضاء الفرنسي
- التمهيد لإبعاد لأمازيغية عن ملة الإسلام تمهيدا لفرنستهم وتنصيرهم.
يعتبر كتلة العمل الوطني أحد أهم التنظيمات التي أسستها الحركة الوطنية، وذلك من قبل الوطنيون المغاربة المتفتحون على الثقافة الغربية أمثال : أحمد بلا فريج ومحمد حسن الوزاني ، ] أنظر الخطاطة 2 ص 101[
وإستعانت في نشر هذه المطالب بإنشاء الجرائد منها جريدة عمل الشعب : L ACTION DU PEUPLE باللغة الفرنسية في غشت 1933 والتي دعت للاحتلال بعيد العرش في 18 نونبر من كل سنة لتمتين أواصر التعاون بين جلالة الملك والحركة الوطنية، إلى جانب هذه الجريدة تم إنشاء جريدة مجلة المغرب،
عرفت منطقة الحماية الاسبانية بدورها تأسيس مجموعة من التنظيمات السياسية التي من قبل زعماء الحركة الوطنية في منطقة الحماية الإسبانية أمثال عبد الخالق الطريس مؤسس حزب الاصلاح الوطني ومحمد المكي الناصري مؤسس حزب الوحدة المغربية وقد طالبت بدورها مجموعة من الاصلاحات ) أنظر النص 4 ص 101(.
II – تطور الحركة الوطنية بين 1939 و 1956:
شهدت الحركة الوطنية بين الفترة 1939 و 1956 مجموعة من التطورات ساهمت فيها مجموعة من الأحداث توجت بحصول المغرب على إستقلاله.
1- الأحداث التي ساهمت في تطور الحركة الوطنية بين ) 1939 – 1945(
· تطور العمل الوطني من مستوى المطالبة بالحفاظ على الهوية والاصلاحات إلى المطالبة بالتحرر والاستقلال وتتمثل هذه الأحداث التي شاهمت في هذا التطور فيما يلي:
· إندلاع الحرب العالمية الثانية ومساندة المغرب لفرنسا ضد قواة المحور، ولقاء السلطان محمد بن يوسف للرئيس الأمريكي روزفلت في أنفا يناير 1943.
· مساندة الطبقة العمالية المتضررة من الإستغلال الإقتصادي للحركة الوطنية.
· تأسيس حزب الإستقلال في يناير 1944 وتقديم عريضة الاستقلال باسم الحركة الوطنية بعد فشل الحماية في تحقيق النتائج المرجوة.
· صدور الميثاق الأطلسي الذي يقضي بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
· تبني جلالة السلطان سيدي محمد بن يوسف لمطالب الحركة الوطنية واجهت الإقامة العامة هذه المطالب التي لقيت تأيدا واسعا من قبل الشعب المغربي بالقمع الشديد، ) إرتكاز مجزرة الدر البيضاء قبل إنطلاق زيارة السلطان محمد بن يوسف لمدينة طنجة 1946(