جريمة الغش والقانون:
الغش منصوص عليه في لوائح الجامعات ولوائح التعليم قبل الجامعي، ويحال الطالب الذي يضبط وهو يغش إلى مجلس تأديب يكاد يشبه المحكمة، ويعاقب بأكثر من طريقة تبدأ من إلغاء درجة تلك المادة التي حاول فيها الغش، أو الحرمان من باقي الامتحانات لأكثر من عام، وفي هذا المجلس يحق للطالب طلب الاستئناف ويكون له مجلس آخر.. فالغش إذن بهذه الصورة جريمة يُعاقَب عليها الطالب، والغش تُجَرِّمُه كل الأنظمة التربوية في العالم، وهناك حادث معروف جدًا في بنغلادش حدث منذ عدة سنوات قليلة للغش الجماعي وقررت الدولة على أثره إلغاء الامتحانات في جميع مراحل التعليم.
لكن مع وجود كل هذه العقوبات فمحاولات الغش لا تنتهي، وأحيانًا لا يضبط منها غير القليل.. فهل معنى هذا أن العقوبات غير كافية؟!
الغش مرض تربوي يجب مقاومته بالقوانين المنظمة، لكن الأهم هو السعي الجاد لتعديل المنظومة التربوية، الطلاب يحاولون الغش للحصول على مجموع كبير أو تقدير كبير؛ ذلك لأن الامتحان هو الفيصل في القبول أو الرفض في مؤسسات التعليم، فلو قمنا بفك الارتباط بين الحصول على الشهادة والقبول بمراحل التعليم لانتهى الغش وقضينا على جزء كبير منه، بمعنى التركيز على التعليم، ففي الثانوية العامة هناك نظام معمول به في كثير من الدول يجعل الثانوية العامة شهادة منتهية، أما الالتحاق بالجامعة فله امتحان آخر، يصعب معه الغش لأنه يقيس قدرات عالية، وهناك نظام آخر يقضي بأن يحصل الطالب على دورات (كورسات) معينة لدخول كلية بعينها دون امتحان، ومن ناحية أخرى فإن تدني مستوى الامتحان يساعد على الغش، وليست هذه دعوة لتحويل الامتحانات إلى ألغاز، لكن أن نجعله يقيس قدرات معرفية للتفكير والاستنتاج، فهذا لن يحارب فقط الغش بل والدروس الخصوصية أيضًا.
لا يعاقب الطالب الذي اشترى امتحانًا أو حاول الغش بأية طريقة إلا إذا ضبط ومعه أداة الجريمة.. ورقة من كتاب.. أو كتابة على المسطرة، أو ما يسميه الطلاب "راشيته" (وهي قصاصات صغيرة من الأوراق مكتوب عليها الكثير من المعلومات بخط صغير ليسهل خروج الإجابة من بينها وقت الامتحان)، معنى هذا أنه لو اشترى الطالب امتحانًا وحفظ إجابات الأسئلة فلا تثبت عليه جريمة الغش التي تعاقب عليها قوانين التربية والتعليم في المدارس والجامعات بالحرمان من الامتحان أو إلغاء امتحان العام كله.